مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار | الإمام الغزالي
__________________________
كتاب «مشكاة الأنوار».. كتابٌ وافق اسمه مسماه، بثَّ فيه الإمام الغزالي شيئاً من أسرار الأنوار، في تفسير بعض الآيات والأخبار، وسبب تأليف هذا الكتاب: أن أخاً كريماً من الأحباب، رفع للمؤلف سؤالاً يطلب فيه الجواب، عمَّا أشكل عليه من السنة والكتاب، فأجاب المؤلف رحمه الله تعالى تارة بالإشارة، وتارة بصريح العبارة، سأله أن يبثَّ إليه أسرار الأنوار الإلهية من تأويل ظواهر الآيات المتلوة والأخبار المروية؛ كقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ}، فبدأ الإمام بالجواب وقسم النور ثلاثة أقسام: عند العوام، وعند الخواص، وعند خواص الخواص، وأن النور يُرَى بعين البصر، وعين القلب، وعين العقل، وأن البصر يغلط كثيراً بخلاف نور العقل.
